جمع واعداد د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج- مصر
تغير المناخ هو اي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة. معدل حالة الطقس يمكن ان تشمل معدل درجات الحرارة, معدل التساقط, وحالة الرياح.
هذه التغيرات يمكن ان تحدث بسبب العمليات الديناميكية للارض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الاشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة ،ومؤخراً بسبب نشاطات الإنسان لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الاعوام ال150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة.
هذه الأنواع من الموارد الاحفورية اطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ.
وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وتشعر مجموعة البنك الدولي بالقلق من أنه لو لم يتخذ العالم إجراءات جريئة الآن، فإن الكوكب الذي ترتفع درجة حرارته بشكل كارثي قد يجعل من تحقيق الرخاء بعيداً عن متناول ملايين البشر ويتسبب في تراجع مكاسب التنمية عقوداً إلى الوراء.
ويجب إرساء الأساس هذا العام لاتفاقية جديدة للمناخ العالمي متوقع إبرامها في محادثات المناخ الدولية التي ستعقد في باريس في ديسمبر/كانون الأول 2015.
وينبغي أن تتحدث اتفاقية باريس الجديدة بجلاء عن التحول الجوهري للاقتصاد مثلما تتحدث عن الأهداف الخاصة بالانبعاثات الكربونية.
والخبر السار هو أن التدابير المعنية بالمناخ لا تتطلب تضحيات اقتصادية. فخيارات السياسات الذكية يمكن أن تحقق مكاسب اقتصادية وصحية ومناخية، كما ورد في تقريرنا إضافة المكاسب.
وقد بدأنا نشهد تحركا على جميع المستويات مع زيادة وضوح المخاطر للحكومات والشركات. ففي قمة المناخ بالأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، وقع أكثر من 73 بلدا و1000 شركة ومستثمر على بيان مساندة للتدابير عبر تسعير الكربون باعتبار ذلك جزءا ضروريا من الحل لدفع الاستثمارات في اقتصاد أكثر نظافة وأساسا يمكن بناء تدابير مناخية أخرى عليه.إن هذه سنة استثنائية من الفرص.
وعلاوة على الأعمال غير الظاهرة، تتجه كل الأنظار الآن إلى البلدان الكبرى وهي تعد إسهاماتها المقررة والمحددة وطنيا لمؤتمر باريس والتي ستختار البلدان على أساسها أدوات السياسات للتحفيز نحو النمو المنخفض الانبعاثات الكربونية.
فقد توصل العلم إلى أدلة قاطعة على أن البشر هم سبب ارتفاع حرارة الأرض، وقد بدأت بالفعل التغيرات تصبح ملحوظة.
فأربعة عشر سنة من أشد السنين الخمسة عشر حرارةً منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 130 عاما تم تسجيلها منذ بداية القرن الحالي (2000-2015) وزادت أيضا حدة الأحداث المناخية. وليس هناك بلد محصن ضد آثار الكوارث المناخية، غنيا كان أم فقيرا.
وتقدم تقارير اخفضوا الحرارة، التي أعدها لصالح البنك الدولي معهد بوتسدام لبحوث آثار المناخ، لمحة عن أحدث ما توصل إليه علم المناخ، وهي تفيد بأننا على مسار ارتفاع حرارة الأرض 4 درجات مئوية بنهاية هذا القرن إذا لم نتحرك.
وتقدم التقارير صورة للآثار المدمرة على الزراعة والموارد المائية والأنظمة الإيكولوجية وصحة البشر إذا تقاعست بلدان العالم عن العمل. وسيكون أشد المتضررين من هذه الآثار، التي لن تستثني أيا من مناطق العالم، هم الفقراء والمستضعفون الأقل قدرةً على التكيف. وإذا ارتفعت حرارة العالم درجتين مئويتين فقط، والتي يمكن الوصول إليها خلال 20 إلى 30 عاما، فقد نشهد نقص الأغذية على نطاق واسع وموجات حرارة غير مسبوقة وعواصف أكثر شدة.
وتشير الدراسات بالفعل إلى أن الأرض أصبحت حرارتها أعلى 1.5 درجة.
وتعتقد مجموعة البنك الدولي أنه يجب تجنب ارتفاع الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية علي أن يتخذ العالم تدابير فورية للحد من زيادة انبعاث غازات الدفيئة هذا العقد ومساعدة البلدان على مواجهة ارتفاع الحرارة درجتين والتكيف مع تغيرات بدأت بالفعل.
ويتطلب تحقيق هذا إحداث تحوّلات اقتصادية ووقف الانبعاثات الصافية قبل نهاية القرن.